عاشت مصر فترات تاريخيّة عظيمة منذ فجر التاريخ، إلا أنّها في عصر المملكة المصريّة الفرعونيّة الوسطى عرفت فترة من الرّخاء فكانت في أحسن حالاتها، بعد أن قام الملك منتحوتب الثاني بتوحيدها، وذلك بسبب سياسة ملوكها الذين لم يوفّروا جهداً في إقامة المشروعات الاقتصادية فيها، والتي من خلالها نَعِمَت مصر برغد العيش، وذلك باستثمارهم لخيراتها ومواردها الطّبيعية، فسُمّي عصرهم بعصر رخاء مصر.
ملوك الأسر الحاكمة للمملكة الوسطىامتدّ حُكم المملكة الفرعونيّة الوسطى لمصر من عام 2123ـ1778ق.م، ويعود ملوكها إلى الأسرتين الحادية عشر والثّانية عشرة، وأوّل حاكم فيها كان أنتف أو أنيوتف حاكم طيبة، ومنتوحتب الثّاني، وسنوسرت الأوّل، والثّاني، والثّالث، وأمنمحات الأوّل، والثّاني، والثّالث، والرّابع، وسوبك نفرو، وسقنن رع، وكامس، في حين أنّ آخر حكّامها كان من أسرة البرنسز.
عاصمة المملكة المصريّة الوسطىكانت مدينة طيبة أو كما تُعرف اليوم باسم الأقصر، هي العاصمة المصريّة السياسيّة، والاقتصاديّة، والدّينيّة للدولة الوسطى، وفيها معبد الكرنك للإله آمون، وبتسلم المَلِك أمنمحات الأول المُلك، قام بنقل العاصمة من طيبة إلى مدينة قريبة من منف، وهي إيثت تاوي.
إنجازات عهد المملكة الوسطىيذكر التّاريخ عدّة إنجازات تمّت في عهد المملكة الوسطى، ومن أبرزها:
يُشهد لحكّام مدينة طيبة محاولاتهم الحثيثة لتوحيد القطر المصري، وقد نجحوا في هذا المسعى، إذ حقّقوا وحدتهم السياسيّة بعد ثمانين عاماً من الصّراع والاقتتال فيما بينهم، لتبرز إلى الواجهة في حكم مصر الأسرة الحادية عشرة، بعد أن لجؤوا إلى عقد اتّفاقات هدنة مع خصومهم من ملوك الأسرة العاشرة، وهم ملوك أهناسيا الذين عملوا على إفراغ منطقة دلتا نهر النّيل من سكّانها من البدو ذوي الأصول الآسيويّة، وذلك بطردهم منها، في حين انصرف حكّام طيبة إلى الإصلاحات في منطقة النّبط، وعمدوا إلى تعزيز حمايتها وتحصينها.
المقالات المتعلقة بمعلومات عن المملكة المصرية الوسطى